استشاري علاج الإدمانفي إحدى السنوات صرح الشخص المسؤول عن وضع السياسة الأميركية لمشكلة إدمان المخدرات بأنه إذا أراد أي مجتمع أن يسعى جديا إلى علاج مشكلة الإدمان يجب التركيز على موضوع العلاج، وأن الولايات المتحدة الأميركية وقعت في خطأ فادح طوال السنوات الماضية لأنها ركزت كل جهودها على الناحية الإعلامية في وقت كان يجب أن تركز فيه على الناحية العلاجية.
بدأت مقدمتي بهذا التصريح لأننا في مصر نعاني فعلا مشكلة كبيرة وهي مشكلة إدمان المخدرات، ولأننا بالفعل نحن نركز فقط على الناحية الإعلامية للمخدرات دون التركيز على موضوع العلاج، ولهذا فسيكون موضوعنا عن مركز علاج الإدمان التابع لمستشفى الطب النفسي.
المهمة
إن المهمة الأساسية لمركز علاج الإدمان التابع لمستشفى الطب النفسي هو استقبال مرضى الإدمان واحتضانهم ومعاملتهم معاملة راقية على أساس إنهم مرضى في المقام الأول من بداية استقبالهم مرورا بعلاجهم من الأعراض الانسحابية بشكل يحفظ كرامة الإنسان خصوصا أن الجمعية الأميركية الطبية ذكرت أنه من حق كل مريض أن يعالج بأقل قدر ممكن من الألم، ومن بعدها يتم إخضاع ذلك المدمن إلى برامج علاجية نفسية وإدخاله إلى برامج تأهيلية حتى تضمن سلاسة انخراطه في المجتمع من جديد.
ولكنه من الواضح أيضا أن مستشفى الطب النفسي قد فشل فشلا ذريعا بتلك المهمة، وأي شخص يحاول أن يبين خلاف ذلك فإنه إما يضحك على نفسه أو إنه يجهل فيما يتكلم عنه.
1
- مرحلة التخلص من السموم:وهى مرحلة طبية فى الأساس ، ذلك أن جسد الإنسان فى الأحوال العادية إنما يتخلص تلقائياً من السموم؛ ولذلك فإن العلاج الذى يقدم للمتعاطي فى هذه المرحلة هو مساعدة هذا الجسد على القيام بدوره الطبيعي ، وأيضاً التخفيف من آلام الانسحاب مع تعويضه عن السوائل المفقودة ، ثم علاج الأعراض الناتجة والمضاعفة لمرحلة الانسحاب ، هذا، وقد تتداخل هذه المرحلة مع المرحلة التالية لها وهى العلاج النفسي والاجتماعي؛ ذلك أنه من المفيد البدء مبكرا بالعلاج النفسي الاجتماعي وفور تحسن الحالة الصحية للمتعاطي.2- مرحلة العلاج النفسي والاجتماعيإذا كان الإدمان ظاهرة اجتماعية ونفسية فى الأساس . فإن هذه المرحلة تصبح ضرورة ، فهى تعتبر العلاج الحقيقي للمدمن ، فأنها تنصب على المشكلة ذاتها ، بغرض القضاء على أسباب الإدمان. وتتضمن هذه المرحلة العلاجية العلاج النفسي الفردي للمتعاطي ، ثم تمتد إلى الأسرة ذاتها لعلاج الاضطرابات التى أصابت علاقات أفرادها ، سواء كانت هذه الاضطرابات من مسببات التعاطي أم من مضاعفاته ، كما تتضمن هذه المرحلة تدريبات عملية للمتعاطي على كيفية اتخاذ القرارات وحل المشكلات ومواجهة الضغوط ، وكيفية الاسترخاء والتنفس والتأمل والنوم الصحي . كما تتضمن أيضاً علاج السبب النفسي الأصلي لحالات التعاطي فيتم – على سبيل المثال – علاج الاكتئاب إذا وجد أو غيره من المشكلات النفسية كما يتم تدريب المتعاطي على المهارات الاجتماعية لمن يفتقد منهم القدرة والمهارة ، كما تتضمن أخيراً العلاج الرياضي لاستعادة المدمن كفاءته البدنية وثقته بنفسه وقيمة احترام نقاء جسده وفاعليته بعد ذلك .3- مرحلة التأهيل والرعاية اللاحقة:وتنقسم هذه المرحلة إلى ثلاثة مكونات أساسية أولها:أ- مرحلة التأهيل العملي :وتستهدف هذه العملية استعادة المدمن لقدراته وفاعليته فى مجال عمله ، وعلاج المشكلات التى تمنع عودته إلى العمل، أما إذا لم يتمكن من هذه العودة ، فيجب تدريبه وتأهيله لأي عمل آخر متاح ، حتى يمارس الحياة بشكل طبيعي.ب- التأهيل الاجتماعي :وتستهدف هذه العملية إعادة دمج المدمن فى الأسرة والمجتمع ، وذلك علاجاً لما يسمى (بظاهرة الخلع) حيث يؤدي الإدمان إلى انخلاع المدمن من شبكة العلاقات الأسرية والاجتماعية ، ويعتمد العلاج هنا على تحسين العلاقة بين الطرفين (المدمن من ناحية والأسرة والمجتمع من ناحية أخرى) وتدريبها على تقبل وتفهم كل منهما للآخر ، ومساعدة المدمن على استرداد ثقة أسرته ومجتمعه فيه وإعطائه فرصة جديدة لإثبات جديته وحرصه على الشفاء والحياة الطبيعية.جـ- الوقاية من النكسات:ومقصود بها المتابعة العلاجية لمن شفى لفترات تتراوح بين ستة أشهر وعامين من بداية العلاج ، مع تدريبه وأسرته على الاكتشاف المبكر للعلامات المنذرة لاحتمالات النكسة ، لسرعة التصرف الوقائي تجاهها.