نهى اكل كل ذى ناب من السباع وذى مخلب من الطير

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فى النهى عن اكل ذى الناب من السباع وذى المخلب من الطير
عن ابن عباس رضى الله عنه قال : " نهى النبى عليه افضل الصلاه والسلام عن اكل
ذى ناب من السباع وذى مخلب من الطير "
تخريج الحديث:
1 _ اخرجه مسلم فى كتاب الصيد باب تحريم اكل ذى ناب من السباع وكل ذى مخلب من الطير
2- ابو داود فى كتاب الاطعمه باب النهى عن اكل ذى السباع
3- الترمذى فى كتاب الصيد باب ما جاء فى كراهيه اكل كل ذى ناب وذى مخلب
4- النسائى فى كتاب الصيد باب فى تحريم اكل السباع
5- ابن ماجه فى كتاب الصيد باب اكل كل ذى ناب من السباع
6- الدرامى فى الاضاحى باب مالا يؤكل من السباع
7- احمد فى مسنده .244 .289 .302 327 .332 ..339 .373
اللغه:
كل ذى ناب : الناب السن خلف الرباعيه ويجمع على انياب
قال ابن سينا: لايجتمع فى حيوان واحد الناب وقرن معا
من السباع : ذو الناب من السباع كالاسد والذئب والنمر والفيل والقرد وكل ماله ناب يتقوى به ويصطاد
وفى النهايه ما يفترس من الحيوان وياكل قسرا كالاسد والنمر والذئب ونحوهما
وفى القاموس السبع بضم الباء وفتحها واسكانها المفترس من الحيوان جمعه اسبع وسباع
المخلب : بكسر الميم وفتح اللام هو الطير وهو بمنزله الظفر فى الانسانن لكنه اشد منه واغلظ واحد فهو له كالذئاب للسبع
وفى القاموس : المخلب كل سبع من الماشى والطائر او هو لما يصيد من الطير والظفر لما لا يصيد
فقه الحديث :
الاطعمه : ما ياكله الانسان ويتغذى به وربما خص بطعام البر واذا اطلقت الاطعمه اريد بها كل مايطعم ويؤكل
والمتدبر لنصوص القران الكريم والسنه النبويه المطهره يجد الشارع
الحكيم قد احل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث قال تعالى : " يسالونك ماذا احل لهم قل احل لكم الطيبات " وقال جل وشانه : ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث"
وقد بين الله عزو جل ما احل الشارع وما حرمه فقال تعالى : وقد فصل لكم ما حرم عليكم الا ما اضطرتم اليه"
وقال عليه افضل الصلاه والسلام : الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن
كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرا لدينه وعرضه ومن وقع فى الشبهات وقع فى الحراام "
وهذا التفصيل والبيان ينقسم الى ثلاثه اقسام
1- ما نص على اباحته
2- ما نص على تحريمه
3- ما هو مسكوت عنه
وبين ان ما سكت عنه فهو مما عفا الله عنه وهوحلال وفى الحديث " ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدود فلا تعتدوها وحرم اشياء فلا تنتهكوها وسكت عن اشياء رحمه بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها " وفى روايه " ما احل الله فى كتابه فهو حلال وما حرام فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو فاقبلوا من الله عافيته فان الله لم يكن لينسى شيئا وتلا قوله تعالى : وما كان ربك نسيا "
وهذا الحديث بين نوعا مما حرمه الله تعالى وفصل تحريمه على لسان نبيه عليه افضل الصلاه والسلام
فقد قال تعالى : وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"

ملحوظه:
ذهب الشافعى الى حرمه ما ندب قتله شرعا كالحيه والعقرب والغراب والحداه وكل سبع ضار واستدلوا بقوله : عليه افضل الصلاه والسلام
" خمس من الفواسق يقتلن فى الحرم الغراب والحداه والعقرب والفاره والكلب العقور "
ويقاس عليه ما نهى عن قتله كالنمله والنحل والهدهد والصرد فعن ابن عباس رضى الله عنه :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نهى عن قتل اربع من الدواب النمله والنحله والهدهد والصرد "
لكن رد الشوكانى هذا الراى بقوله : لم يات الشارع بما يفيد تحريم ما امر قتله او نهى عن قتله
حتى يكون الامر والنهى دليلين على ذلك ولا ملازمه عقليه ولا عرفيه فلا وجه لجعل ذلك اصلا من اصول التحريم بل ان كان الماذون بقتله او المنهى عن قتله مما يدخل فى الخبائث كان تحريمه بالايه الكريمه وان لم يكن من ذلك كان حلالا عملا بما اسلفناه من اصاله الحل وقيام الادله الكليه على ذلك
اقوال الفقهاء فى حكم هذه الانواع:
اولا كل ذى ناب من السباع:
1- الجمهور على تحريم اكلها: لانهم يعدون السباع كل ذى ناب يعدو به على الناس وعلى اموالهم ويفترسهم كالذئاب والاسد والكلب
2- ويرى ابو حنيفه ان السبع هو ما يؤكل اللحم فكل ما اكل اللحم فهو سبع وان من السباع الفيل والضبع واليربوع والهر فهى كلها محرمه عنده
3- اما الشافعى فيرى ان السباع هى ما التى تعدو على الناس وكذلك يرى مالك
فهما يريان ما يرى الجمهور من تحريم الاسد والنمر والذئب لانه يعدو على الناس ويفترسهم قال مالك: بعد ان روى حديث اكل كل ذى ناب من السباع فهو حرام وعلى ذلك الامر عندنا وروى ابن القاسم عنه انها مكروهه وبها اخذ جمهور اصحابه واجاز اكل الثعلب الشافعى واصحاب ابى حنيفه واجاز ابن حزم الفيل والسمور
كما يحرم اكل القرد قال ابو عمر : اجمع المسلمون على انه لايجوز اكل القرد لنهى الرسول عليه افضل الصلاه والسلام عن اكله
ثانيا : ذو مخلب من الطير :
اما ذو المخلب من الطير فقد عرفت ان المقصود به الطيور التى تعدو بمخالبها كالصقر والشاهين والنقاب والنسر والباشق فهى محرمه عند جمهور العلماء
ويرى مالك انها مباحه ولا تحريم
ودليل من قال بعدم التحريم قوله تعالى :طقل لا اجد فيما اوحى الى محرما على طاعم يطعمه الا ان يكون ميته او دما مسفوحا او لحم خنزير فانه رجس او فسقا اهل لغير الله به " فقالوا ان المحرم شرعا هو المنصوص عليه فى تلك الايات
وقد اجاب الجمهور عليهم فقالوا :
1-ان الايه منسخوه عند من يقول بنسخ القران ذلك لان الايه مكيه والحديث مدنى
2- قالوا ان هذه الايه رد على الكفار الذين قالوا بحرمه بهيمه الانعام
3- او ان معنى الايه قل لا اجد فيما اوحى الان محرما
والراى الراجح راى الجمهور
مايستفاد من الحديث:
1- الحديث دليل على تحريم كل ذى ناب من السباع وذى مخلب من الطير
2- فيه دليل لمن قال بنسخ السنه للقران
3- فيه دليل على ان السنه قد تاتى بحكم زائد عن ما جاء فى القران الكريم
4- فيه تفصيل لاحكام الشرع الوراده فى القران حيث قال الله تعالى: " وقد فصل لكم ما حرم عليكم "
5- ان الاصل فى الاطعمه الاباحه مالم يرد نص بالتحريم
والله اعلى واعلم