a7lashella

مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف نفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه وسنسعد بذلك فى منتديات أحلى شلة .

تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35 Sdfsdu
نورتوا المنتدى
يسعدنا أن تنضم إلى أسرتنا بالتسجيل
للتسجيل فى مـنـتـديــات أحلى شلة
و إذا كنت مسجل لدينا لا تبخل علينا بالدخول
a7lashella

مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف نفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه وسنسعد بذلك فى منتديات أحلى شلة .

تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35 Sdfsdu
نورتوا المنتدى
يسعدنا أن تنضم إلى أسرتنا بالتسجيل
للتسجيل فى مـنـتـديــات أحلى شلة
و إذا كنت مسجل لدينا لا تبخل علينا بالدخول
a7lashella
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةHomeالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
AMIRA
...::| عضو ذهبي |::...
...::| عضو ذهبي |::...
AMIRA


الجنس : انثى
أنــــا : تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35 Egypti10
المتصفح المفضل : تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35 Fmfire10
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 18/04/2009
عدد الرسائل : 4109

تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35   تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35 22644310السبت ديسمبر 12, 2009 8:36 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها (24)
إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ
لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ (25) ذلِكَ
بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ
فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ (26) فَكَيْفَ إِذا
تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ (27)
ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ
فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (28) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ
مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغانَهُمْ (29) وَلَوْ نَشاءُ
لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي
لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ (30)
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ
وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ (31)

تفسير المفردات
يتدبرون القرآن: أي يتصفحون ما فيه من المواعظ والزواجر حتى يقلعوا عن
الوقوع في الموبقات، ارتدوا على أدبارهم: أي رجعوا إلى ما كانوا عليه من
الكفر، سوّل لهم: أي سهّل لهم وزين، وأملى لهم: أي مدّ لهم في الأماني
والآمال، يضربون وجوههم وأدبارهم: أي يتوفونهم وهم على أهوال الأحوال
وأفظعها، والأضغان: واحدها ضغن، وهو الحقد الشديد، وتضاغن القوم واضطغنوا
إذا أبطنوا الأحقاد، قال:

قل لابن هند ما أردت بمنطق ساء الصديق وشيّد الأضغانا؟
لأريناكهم: أي لعرّفناكهم، والسيمى: العلامة، ولحن القول: أسلوبه
بإمالته عن وجهه من التصريح إلى التعريض والتورية، ولنبلونّكم: أي
لنختبرنّكم.

المعنى الجملي
بعد أن ذكر أن أولئك المنافقين أبعدهم الله عن الخير، فأصمهم فلم
ينتفعوا بما سمعوا وأعمى أبصارهم فلم يستفيدوا بما أبصروا - بين أن حالهم
دائرة بين أمرين: إما أنهم لا يتدبرون القرآن إذا وصل إلى قلوبهم، أو أنهم
يتدبرون ولكن لا تدخل معانيه في قلوبهم لكونها مقفلة ثم ذكر أنهم رجعوا
إلى الكفر بعد أن تبين لهم الهدى بالدلائل الواضحة، والمعجزات الباهرة،
وقد زين لهم الشيطان ذلك وخدعهم بباطل الأماني، ثم بين سبب ارتدادهم وهو
قولهم لبنى قريظة والنّضير من اليهود: سنطيعكم في بعض أحوالكم وهو ما حكى
عنهم في قوله: « أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ
لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَئِنْ
أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا
أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ » والله يعلم ما يصدر عنهم
من كل قبيح.

ثم أردف هذا ذكر ما يصادفونه من الأهوال إذا جاءتهم الملائكة لقبض
أرواحهم بسبب اتباعهم أهواءهم وعمل ما يغضب ربّهم، ومن ثم أحبط أعمالهم،
وهل يعتقد هؤلاء المنافقون أن الله لا يكشف أمرهم لعباده المؤمنين؟ بل إنه
سيوضح ذلك لذوي البصائر، ولو نشاء لأريناك أشخاصهم فعرفتهم عيانا، ولكن لم
نفعل ذلك، سترا منا على عبادنا، وحملا للأمور على ظاهر السلامة، وردّا
للسرائر إلى عالمها، وإنك لتعرفنّهم فيما يبدو من كلامهم الدالّ على
مقاصدهم، بمغامز يضعونها أثناء حديثهم، وقد كان يفهمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويفهم مراميها فلا تخفى عليه.

ثم ذكر أنه يبتلى عباده بالجهاد وغيره، ليعلم الصادق في إيمانه، الصابر
على مشاقّ التكاليف، من غيره، ويختبر أعمالهم حسناتهم وسيئاتهم فيجازيهم
بما قدموا « فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ
يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ».

الإيضاح
(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) أي
أفلا يتدبر هؤلاء المنافقون مواعظ الله التي وعظ بها في آي كتابه،
ويتفكرون في حججه التي بيّنها في تنزيله فيعلموا خطأ ما هم عليه مقيمون،
أم هم قد أقفل الله على قلوبهم فلا يعقلون ما أنزل في كتابه من العبر
والمواعظ؟

والخلاصة - إنهم بين أمرين كلاهما شر، وكلاهما فيه الدمار، والمصير إلى
النار، فإما أنهم يعقلون ولا يتدبرون، أو أنهم سلبوا العقول فهم لا يعون
شيئا.

ولما أخبر بإقفال قلوبهم بيّن منشأ ذلك فقال:
(إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما
تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ)
أي إن الذين رجعوا القهقرى على أعقابهم كفارا من بعد ما تبين لهم الهدى
وقصد السبيل، فعرفوا واضح الحجج، ثم آثروا الضلال على الهدى عنادا لأمر
الله - الشيطان زين لهم ذلك وخدعهم بالآمال، وحسّن لهم ما في الدنيا من
لذة يتمتعون بها إلى حين، ثم يعودون كما كانوا مؤمنين، إلى نحو ذلك من
وساوسه التي لا تدخل تحت الحصر، ولا يبلغها العدّ.

ثم ذكر كيف إنهم ضلوا فقال:
(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللَّهُ
سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ) أي
ذلك الضلال من قبل أنهم مالئوا اليهود من بنى قريظة والنضير وناصحوهم سرا
على المؤمنين كما هو شأن المنافقين في كل زمان، والله يعلم ما يسرون وما
يخفون، وهو مطلع عليهم وعالم بهم.

ولا يخفى ما في ذلك من الوعيد وشديد التهديد.
ونحو الآية قوله: « وَاللَّهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ ».
ثم ذكر أن هذه الحيل إن أجدت في حياتهم فماذا هم فاعلون حين وفاتهم فقال:
(فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ
وَأَدْبارَهُمْ) أي فكيف يفعلون إذا جاءتهم ملائكة الموت لقبض أرواحهم على
أقبح الوجوه وأفظعها، وقد مثل ذلك بحال يخافونها في الدنيا، ويجبنون عن
القتال من أجلها، وهو الضرب على الوجوه والأدبار، إذ في يوم الوفاة لا
نصرة لهم ولا مفرّ، فكيف يحترزون من الأذى، ويبتعدون من العذاب؟.

ثم بين سبب التوفي على تلك الحال الشنيعة فقال:
(ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا
رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) أي ذلك الهول الذي يرونه من أجل أنهم
انهمكوا في المعاصي، وزينت لهم الشهوات، وكرهوا ما يرضى الله من الإيمان
به والعمل على طاعته والإخلاص له في السر والعلن، فأحبط ما عملوه من البر
والخير، كالصدقات، والأخذ بيد الضعيف، ومساعدة البائس الفقير، وإغاثة
الملهوف إلى نحو أولئك، إذ هم فعلوه وهم مشركون فلم تكن لله ولا بأمره، بل
بأمر الشيطان للفخر وحسن الأحدوثة بين الناس.

ثم بالغ في توبيخ المنافقين، وإظهار خباياهم، وإعلان نواياهم فقال:
(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ
اللَّهُ أَضْغانَهُمْ) أي بل أحسب أولئك المنافقون الذين في قلوبهم حقد
وعداوة للمؤمنين أن الله لا يكشف أستارهم ويبرز أحقادهم، بلى سيبرزها
للرسول صلى الله عليه وسلم
وللمؤمنين فلا تبقى مستورة، وقد أنزل الله في فضائحهم وما يبطنون من
الأفعال سورة براءة، ولذا تسمى الفاضحة كقوله فيهم: « وَلا تُصَلِّ عَلى
أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ » وقوله:
« فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ
عَدُوًّا ».

ثم أكد ما فهم من سالف الكلام وأنه سيظهرها فقال:
(وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ) أي ولو
نشاء أيها الرسول لعرّفناك أشخاصهم، فعرفتهم عيانا بعلامات هي غالبة
عليهم، ولكنه لم يفعل ذلك في جميع المنافقين للستر على خلقه، وردّا
للسرائر إلى عالمها، وحرصا على ألا يؤذي ذوي قرباهم من المخلصين.

(وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) أي ولتعرفنهم فيما
يداورونه من القول، فيعدلون عن التصريح بمقاصدهم إلى التعريض والإشارة،
وإياه عنى القائل في مدح محبوبته فقال:

منطق صائب وتلحن أحيا نا وخير الحديث ما كان لحنا
يريد أنها تتكلم بشىء وتريد غيره وتعرّض في حديثها فتزيله عن جهته، لفطنتها وذكائها.
وقد كانوا يخاطبون الرسول صلى الله عليه وسلم بألفاظ ظاهرها الحسن وهم يعنون بها القبيح. قال الكلبي: فلم يتكلم بعد نزولها عند النبي صلى الله عليه وسلم منافق إلا عرفه، وقال أنس: فلم يخف منافق بعد هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم، عرّفه الله ذلك بوحي أو علامة عرفها بتعريف الله إياه.
وفي الحديث: « ما أسرّ أحد سريرة إلا كساه الله جلبابها، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر ».
وروي أن أمير المؤمنين عثمان بن عفان قال: ما أسرّ أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه، وفلتات لسانه.
وقد ثبت في الحديث تعيين جماعة من المنافقين، فقد روى أحمد عن عقبة بن عامر قال: « خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
خطبة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن فيكم منافقين فمن سميت فليقم، ثم
قال: قم يا فلان، قم يا فلان، قم يا فلان حتى سمى ستة وثلاثين رجلا، ثم
قال: إن فيكم منافقين فاتقوا الله، قال فمرّ عمر رضي الله عنه برجل ممن
سمى مقنّع قد كان يعرفه، فقال ما لك؟ فحدّثه بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال بعدا لك سائر الدهر ».

ثم وعد سبحانه وأوعد، وبشر وأنذر فقال:
(وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ) فيجازيكم بما قدمتم من خير أو شر، إذ لا يضيع عمل عامل عدلا منه ورحمة.
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ
وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ) أي ولنختبرنكم بالأمر بالجهاد
وسائر التكاليف الشاقة حتى يتميز المجاهد الصابر من غيره، ويعرف ذو
البصيرة في دينه من ذي الشك والحيرة فيه، والمؤمن من المنافق، ونبلو
أخباركم فنعرف الصادق منكم في إيمانه من الكاذب.

قال إبراهيم بن الأشعث: كان الفضيل بن عياض إذا قرأ هذه الآية بكى وقال:
اللهم لا تبتلنا، فإنك إذا بلوتنا فضحتنا وهتكت أستارنا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا
الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى لَنْ يَضُرُّوا
اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ (32) يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا
أَعْمالَكُمْ (33) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ
اللَّهِ ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ
(34) فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ
وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ (35)

تفسير المفردات
شاقوا الرسول: أي عادوه وخالفوه، وأصله صاروا في شقّ غير شقه، فلا
تهنوا: أي فلا تضعفوا عن القتال، من الوهن وهو الضعف، وقد وهن الإنسان
ووهّنه غيره، وتدعوا إلى السلم: أي تدعوا الكفار إلى الصلح خوفا وإظهارا
للعجز، الأعلون: أي الغالبون، والله معكم: أي ناصركم، لن يتركم أعمالكم:
أي لن ينقصكموها من وترت الرجل: إذا قتلت له قتيلا من ولد أو أخ أو حميم
أو سلبت ماله وذهبت به، فشبه إضاعة عمل العامل وتعطيل ثوابه بوتر الواتر
وهو إضاعة شيء معتد به من الأنفس والأموال.

المعنى الجملي
بعد أن ذكر أن المنافقين ستفضح أسرارهم، وأنهم سيلقون شديد الأهوال حين
وفاتهم - أردف ذلك ذكر حال جماعة من أهل الكتاب وهم بنو قريظة والنّضير
كفروا بالله وصدوا الناس عن سبيل الله وعادوا الرسول بعد أن شاهدوا نعته
في التوراة، وما ظهر على يديه من المعجزات، فهؤلاء لن يضروا الله شيئا
بكفرهم، بل يضرون أنفسهم وسيحبط الله مكايدهم التي نصبوها لإبطال دينه، ثم
ذكر قصص بني سعد وقد أسلموا وجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقالوا: قد آثرناك وجئناك بنفوسنا وأهلينا، منّا بذلك عليه، فنهاهم عن ذلك
وبين لهم أن هذا مما يبطل أعمالهم، ثم أعقب هذا ببيان أن من كفروا وصدوا
عن السبيل القويم ثم ماتوا وهم على هذه الحال فلن يغفر الله لهم، ثم أرشد
إلى أن عمل الكافرين الذي له صورة الحسنات محبط وأن ذنبهم غير مغفور،
وبعدئذ أردف هذا أن الله خاذلهم في الدنيا والآخرة فلا تبالوا بهم، ولا
تظهروا ضعفا أمامهم، فإن الله ناصركم، ولن يضيع أعمالكم.

الإيضاح
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا
الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى لَنْ يَضُرُّوا
اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ) أي إن الذين جحدوا توحيد
الله، وصدوا الناس عن دينه الذي بعث به رسوله، وخالفوا هذا الرسول وحاربوه
وآذوه من بعد أن استبان لهم بالأدلة الواضحة، والبراهين الساطعة أنه مرسل
من عند ربه - لن يضروا الله شيئا، لأن الله بالغ أمره، وناصر رسوله،
ومظهره على من عاداه وخالفه، وسيبطل مكايدهم التي نصبوها، لإبطال دينه
ومشاقة رسوله، ولا يصلون بها إلى ما كانوا يبغون له من الغوائل، وستكون
ثمرتها إما قتلهم أو جلاءهم عن أوطانهم.

والمراد بصد الناس عن سبيل الله، منعهم إياهم عن الإسلام بشتى الوسائل، وعن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم والانضواء تحت لوائه.
ثم أمر سبحانه عباده المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال:
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا
الرَّسُولَ) أي يا أيها الذين صدقوا بوحدانية الله وقدرته وسائر صفات
كماله، وصدقوا رسوله فيما جاء على لسانه من الشرائع - أطيعوا الله وأطيعوا
الرسول في اتباع أوامرهما والانتهاء عن نواهيهما.

ثم نهاهم عن أن يبطلوا أعمالهم كما أبطل الكفار أعمالهم فقال:
(وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) أي ولا تبطلوا حسناتكم بالمعاصي قاله
الحسن، وقال الزهري بالكبائر. وقال مقاتل بالمنّ والأذى وقال عطاء بالنفاق
والشرك والأولى أن يراد به النهي عن كل سبب من الأسباب التي تكون سببا في
إبطال الأعمال كائنا ما كان بلا تخصيص بنوع معين.

وعن أبي العالية قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
يرون أنه لا يضر مع لا إله إلا الله ذنب، كما لا ينفع مع الشرك عمل حتى
نزلت هذه الآية، فخافوا أن يبطل الذنب العمل وعن ابن عمر رضي الله عنهما
قال: كنا معشر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
نرى أنه ليس شيء من الحسنات إلا مقبولا حتى نزلت: (أَطِيعُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) فقلنا: ما هذا الذي
يبطل أعمالنا؟ فقلنا الكبائر الموجبات والفواحش، فكنا إذا رأينا من أصاب
شيئا منها، قلنا قد هلك حتى نزل « إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ
يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ » فكففنا عن القول
في ذلك، وكنا إذا رأينا أحدا أصاب منها شيئا خفنا عليه، وإن لم يصب منها
رجونا له.

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة أنه قال في الآية: من استطاع منكم ألا يبطل عملا صالحا بعمل سوء فليفعل ولا قوة إلا بالله تعالى.
ثم بين سبحانه أنه لا يغفر للمصرّين على الكفر والصدّ عن سبيل الله فقال:
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ
ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ) أي إن الذين
جحدوا توحيد الله وصدوا من أراد الإيمان بالله ورسوله عن ذلك، وحالوا
بينهم وبين ما أرادوه، ثم ماتوا وهم على كفرهم فلن يعفو الله سبحانه عما
صنعوا، بل يعاقبهم ويفضحهم به على رءوس الأشهاد.

وقيد سبحانه عدم المغفرة بالموت على الكفر، لأن باب التوبة وطريق المغفرة لا يغلقان على من كان حيا.
ثم ذكر سبحانه أن لا حرمة للكافر في الدنيا والآخرة، فأمر بقتالهم وأرشد إلى أن النصر حليف المؤمنين فقال:
(فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ
وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ) أي فلا تضعفوا أيها
المؤمنون عن جهاد المشركين وتجبنوا عن قتالهم، وتدعوهم إلى الصلح
والمسالمة خورا وإظهارا للعجز، وأنتم العالون عليهم والله معكم بالنصر لكم
عليهم، ولا يظلمكم أجور أعمالكم فينقصكم ثوابها.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الــــــطير الحـــــزين
...::| عضو ذهبي |::...
...::| عضو ذهبي |::...
الــــــطير الحـــــزين


الجنس : انثى
أنــــا : تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35 Egypti10
مزاجى : تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35 Pi-ca-46
المتصفح المفضل : تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35 Fmoper10
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 21/02/2009
عدد الرسائل : 4018

تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35   تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35 22644310الإثنين ديسمبر 14, 2009 3:04 pm

تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35 461807
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AMIRA
...::| عضو ذهبي |::...
...::| عضو ذهبي |::...
AMIRA


الجنس : انثى
أنــــا : تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35 Egypti10
المتصفح المفضل : تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35 Fmfire10
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 18/04/2009
عدد الرسائل : 4109

تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35   تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35 22644310الإثنين ديسمبر 14, 2009 7:28 pm

مرسيى لمرورك يا قمرناااا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سوره محمد من الايه 10 الى الايه 14
» تفسير سوره محمد من الايه 16 الى الايه 23
» تفسير سوره محمد من الايه 4 الى الايه 9
» تفسير سوره محمد من الايه 36 الى 38
» تفسير سوره محمد من الايه 1 الى 3

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
a7lashella :: المنتديات الإسلامية :: منتدى تفسير سور القرآن الكريم-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» المدرس - لأحمد فؤاد نجم
تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35 22644310الخميس أكتوبر 26, 2017 7:56 pm من طرف sherooo

» مضاعفة الفلوس فى اللعبة الحربية red alert 2 & 1 cash حمل الان للحصول على الملايين
تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35 22644310الأحد يوليو 30, 2017 10:55 pm من طرف nesh2020

» جميع حلقات المسلسل المصري الخيول تنام واقفة من الحلقة الأولى إلى الأخيرة (كامل)
تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35 22644310الأحد يناير 29, 2017 11:22 am من طرف elforsan

» عضو جديد
تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35 22644310الأحد فبراير 22, 2015 8:15 pm من طرف قبيلة بلول

» برنامج كاميرا ديل 5010 ، 1564 Dell Webcam Central
تفسير سوره محمد من الايه 24 الى الايه 35 22644310الثلاثاء فبراير 03, 2015 8:40 pm من طرف بنت ابووي

الوقت الذى استغرقته بالموقع أحلــى شلة لكل الشلـــــة