في واحدة من أكبر خطط المواجهة, وضعت مصر جميع المستشفيات والمراكز الطبية والمطارات والمنافذ الحدودية في درجة الاستعداد القصوي لمنع دخول وباء انفلونزا الخنازير, واتخاذ جميع التدابير اللازمة للتعامل مع أي حالات قد تصاب بهذا الوباء الذي يهدد العالم بكارثة.
وفي هذا السياق تم تخصيص80% من الأسرة بالمستشفيات الجامعية لعلاج المرضي في حالة تعرض مصر للاصابة, وتحويل مستشفي الصحة النفسية القريبة من مطار القاهرة إلي حجر صحي لمتابعة الوافدين من الدول التي ظهرت بها إصابات.
ففي غضون ذلك كثفت وحدات الحجر الصحي بالمطارات والموانئ والمنافذ البرية إجراءاتها الاحترازية لمنع دخول المرض, حيث تقرر فحص جميع الركاب القادمين إلي مصر ومتابعة حالتهم طوال إقامتهم لمصر.
وفي تصريحات خاصة للأهرام المسائي أكد الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة أن المستشفيات المصرية قادرة علي التعامل مع الوباء رغم أن غالبية الحالات يمكن علاجها بالمنازل, مشيرا إلي أن الخطر قادم لا محالة.. وقد لا يكون ذلك الخطر في مصر وانما في العالم كله.
وأشار إلي أن مصر كلها تقف في وجه المرض, ويكفي أن الرئيس حسني مبارك عقد اجتماعين متتاليين لرصد الموقف الحقيقي للمرض, وبدأت الفرق المدربة من الأطباء تتحرك صوب الموانئ والمطارات لفحص ومتابعة جميع العاملين, كما تحركت الفرق الطبية والبيطرية لفحص الخنازير والمخالطين والعاملين بالحظائر, وتم توفير الأدوية اللازمة والأقنعة مع تدريب جميع العاملين بالصحة علي تنفيذ سيناريو محكم لمواجهة الخطر.
وكشف الوزير عن أن مصر تمتلك مخزونا استراتيجيا من دواء التاميفلو, وسيتم رفع هذا الرصيد إلي4.8 مليون جرعة لمواجهة أي احتمالات.
وعلي صعيد آخر, أكدت نتائج تحاليل400 عينة من المخالطين للخنازير أنها سلبية, ومصر مازالت خالية من هذا الوباء, وأن مايتردد من حالات أو الاشتباه في حالات مجرد شائعات لا صحة لها.
وفي المحافظات تم اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمواجهة حدوث أي احتمالات, حيث عقد المحافظون اجتماعات طارئة لوضع خطط المواجهة والاطمئنان علي موقف المستشفيات واستعداداتها لتقديم الاسعافات والعلاج اللازم لأي حالات, وفي هذا السياق تم تزويد المستشفيات بأعداد اضافية من الأطباء المتخصصين في الحميات مع توفير اسرة كافية لاستقبال المرضي.
الجـــبـلي: الخــــــطــــر قــــــــــادم
حوار: محمد حسان
بمجرد أن تم الإعلان عن أول حالة للإصابة بانفلونزا الخنازير في العالم تحركت مصر صوب مواجهة المرض ومكافحته.. وبدت تلك التحركات وكأن مصر كانت مؤهلة ومدربة للتعامل مع ذلك.
ورغم أن تلك التحركات تراوحت ما بين القرارات التي تستهدف منع تسلل الخطرإلي مصر بظهور أي حالات سواء بين الخنازير أو البشر أو توفير كل الاحتياطات التي تضمن تعامل مصر مع أي خطر في حالة ظهوره إلا أنه ماتزال هناك العديد من علامات الاستفهام التي واجهنا بها الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة.
* سألته في البداية عن مدي قلقه الشخصي كمسئول عن صحة المصريين من الوضع الحالي لانفلونزا الخنازير؟
** وعلي الفور جاءت إجابته واضحة ومحددة بأن القلق من ذلك الفيروس يسيطر علي العالم كله وليس عليه شخصيا, وقال الخطر قادم لا محالة.. وقد لا يكون ذلك الخطر في مصر وإنما في العالم كله.
وأخذ الوزير نفسا عميقا, وقال: المشكلة أن الخطر يتعلق بالإنسان وليس بالخنازير كما يحاول البعض أن يفعل ذلك.
* ولكن.. ألا تري أن تعاملنا مع المرض مايزال يشوبه قليل من التركيز؟
** وهنا بادرني بالقول إن مصر كلها تقف في وجه المرض ويكفي أن الرئيس حسني مبارك عقد اجتماعين متتاليين لرصد الموقف الحقيقي للمرض وبدأت الفرق المدربة من الأطباء تتحرك صوب المواني والمطارات لفحص ومتابعة جميع العاملين, وتحركت الفرق الطبية والبيطرية لفحص الخنازير والمخالطين والعاملين بالحظائر وتم توفير الأدوية اللازمة والأقنعة مع تدريب جميع العاملين بالصحة علي تنفيذ سيناريو محكم لمواجهة الخطر.
* وهنا سألته.. وهل تمتلك مصر آليات فحص وتحاليل العينات التي تؤكد الإصابة أو تنفيها؟
** نعم.. نمتلك الآليات.. فلدينا علي المستوي البيطري أكبر معمل مركزي بيطري يتولي تحاليل عينات الخنازير. أما علي مستوي الإنسان فنحن نحصل علي عينات بشكل يومي من العاملين بالمزارع والمشتبه بهم والأكثر عرضة للخطر من خلال سجل قومي ويتم تحليلها في المعامل المركزية لوزارة الصحة ومعملين بالإسكندرية والمنيا والتي تمتلك أحدث أجهزة التحاليل اللازمة لإعلان الإصابة بأي حالة أو نفيها.
* وماذا يحدث بالضبط عند تحليل العينة؟
** يقوم أطباء مدربون وسط إجراءات وقائية مشددة بأخذ العينات ونقلها بشكل طبي ووقائي إلي المعامل المركزية وتجري عليها التحاليل اللازمة للفيروس المسبب للانفلونزا'A.B' مع عمل اختبارات كافة عترات الفيروس'H1N1' المتعارف عليها وفي حالة التأكد من خلو العينة لا يكون هناك داع لعمل تحاليل جينية دقيقة ومكلفة. أما في حالة الاشتباه خاصة إذا كان الشخص قادما من أحد البلدان التي ظهرت بها حالات للإصابة مثل المكسيك مثلا أو يعمل في مكان يتم فيه تربية الخنازير فإنه يتم إجراء كل التحاليل اللازمة ومراجعتها من خلال معمل تحاليل النمر و3.
* قل يا معالي الوزير هل تري أن مستشفياتنا بمصر قادرة علي استيعاب حالات الإصابة المتوقعة في حالة ظهور وباء؟
** الأمر لا يتعلق بمصر أو غيرها إذ لا توجد دولة في العالم قادرة علي ذلك لأن أقل التوقعات تشاؤما تشير إلي أنه في حالة تحول المرض إلي وباء أو جائحة فإن التفشي يهدد نحو50% من البشرية وهذا يعني أن الخطر يهدد الجميع في حالة لا قدر الله حدوثه.
* ولكن.. ماذا سيحدث؟
** استطرد الوزير.. حسب رأي الخبراء لا تحتاج جميع حالات الإصابة بالمرض دخول المستشفيات أو العلاج في العناية المركزة, فقد يعالج كثير من المرضي في المنزل دون الحاجة إلي دخول المستشفي.
* وهل تري أن توفير مصر لنحو2.5 مليون جرعة من التاميفلو يكفي لاستيعاب المتوقع إصابتهم ـ لا قدر الله ـ في حالة الوباء؟
** بالتأكيد هناك كثير من دول العالم قامت بتخزين كميات أكثر من ذلك ولكن مصر تمتلك مخزونا استراتيجيا يفوق ذلك, وقال خلال اليومين القادمين سيرتفع رصيدنا إلي4,8 مليون جرعة وهذه الكميات يضاف إليها أدوية أخري يتم استخدامها في علاج المضاعفات وتمت التوصية باستخدامها في حالات انفلونزا الخنازير وقد قامت مصر بتوفيرها خلال استعداداتها للتعامل مع أي تحور أو تفش في الفيروس المسبب للإصابة بانفلونزا الطيور التي أصابت حتي الآن68 مصريا منذ ظهور المرض عام2006.
* ولكن الصحة العالمية قالت إن هناك نوعين من الأدوية لا يصلحان لعلاج مضاعفات الإصابة بانفلونزا الخنازير؟
** قال: نعلم ذلك.. واللجنة القومية اتخذت استعداداتها وتركز علي الجانب الوقائي لتجنب ظهور أي حالات بدلا من البحث عن الشق العلاجي من أساسه إلا أنه لو حدث ـ لا قدر الله ـ فإن التعامل مع الوضع سيتم وفق خطة متكاملة تراعي كل جوانب التطور.
* وماهو هذا السيناريو؟
** رد: عندما زادت حالات الإصابة بانفلونزا الطيور وسادت العالم تخوفات من تحوله إلي وباء وضعت مصر خطة تحت مسمي الاستعداد لمواجهة جائحة الانفلونزا وتتضمن السيناريو المحتمل للجائحة ووبائيات الانفلونزا ومحاور الخطة والترصد وكيفية عمل الخدمات المعملية أثناء الجائحة وكذلك موقف الطعوم والأدوية ومضادات الفيروسات وتجهيزات المستشفيات ومستلزماتها وخطة عمل كل قطاع من قطاعات الدولة ولفت إلي أن تلك الخطة تمت مراجعتها من منظمة الصحة العالمية.
* وهل تم وضع تلك الخطة في الأدراج؟
** علي الفور كانت كلماته تشير إلي أنه منذ نحو عام يتم تدريب العاملين بالصحة في مختلف المحافظات علي سبل تنفيذ سيناريو الخطة ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد وإنما تم عمل تجارب للمحاكاة لقياس قدرات الفرق الطبية في بعض المستشفيات مثل الدقهلية والقليوبية والمنوفية لدرجة أن منظمة الصحة العالمية درست تجربة المنوفية في المؤتمر الذي تم تنظيمه في شرم الشيخ وأخيرا قالت المنظمة إن مصر من الدول القليلة جدا المؤهلة للتعامل مع الوباء في حالة ظهوره.
* سألت ولكن تلك الخطة كانت لانفلونزا الطيور وتمت مناقشتها في مؤتمر حول انفلونزا الطيور؟
** هذه الخطة أو السيناريو تم وضعه للاستعداد لمواجهة جائحة الانفلونزا لافتا إلي أن الأساس الذي قامت عليه الخطة هو كثرة التنوع المناعي في فيروسات الانفلونزا خاصة في فيروس'A' وهذا التنوع ينتج عنه حدوث تفشيات وبائية وأوبئة عالمية نتيجة استبدال البروتينات وحدوث الجائحة والتحورات الطفيفة في البروتينات السطحية الذي ينتج عنه التفشي الوبائي.
* وهل حدثت أي تغيرات في الخطة عقب ظهور الإصابة بانفلونزا الخنازير؟
** سيناريو المواجهة كما هو ولكن اضيفت إليه مزيد من الاستعدادات والتعاون مع مختلف الوزارات والهيئات ووضع الخنازير وسبل الحد من خطرها وكذلك كل الجوانب المتعلقة بالشق الوقائي.
* وهل يتم كل شيء في معركة المواجهة بمجهودك الشخصي والفردي؟
*م الوزير وقال أنا لا أعرف العمل الفردي, فقد قمت بتشكيل لجنة برئاسة الدكتور نصر السيد مساعد الوزير للشئون الوقائية بعضوية12 من قيادات الوزارة وهي بالفعل تتابع كل صغيرة وكبيرة في هذا الشأن.
هذا المحتوى من جريدة الأهرام المسائي - الأحد 3 مايو
موضوع: مصر علي خط المواجهة مع الخطر.. تعبئة كاملة في المستشفيات، والخطر قادم 
الإثنين مايو 11, 2009 5:49 pm
